محافظة الشماسية

نشأة الشماسية
ذكر الشيخ محمد بن ناصر العبودي (1400: 72-1283) أن الشماسية تنسب إلى الشماس، وذلك لأن الذين عمروها قوم من أمراء الشماس، وقد أسموها بالشماسية نسبة إليهم لكونهم من أهل الشماس، ويوضح هذا خطأ الاعتقاد السائد بأن الشماسية عمرت بعد تدهور أمر بلد الشماس الذي انتهى أمره عام 1196هـ والدليل على ذلك أن حميدان الشويعر الذي عاش أول القرن الحادي عشر الهجري قد ذكر إسم الشماسية في إحدى قصائده بقوله:
ووعده مع وقيان لك ناقة خليت في نفود الشماسية
ومما نقل الشيخ محمد بن ناصر العبودي عن بعض أهالي الشماسية أنهم لما أرادوا عمارة الشماسية أرسلوا من يرتاد لهم مكاناً صالحاً للعمران فكان أول ما وقع عليه اختيارهم مكان بلدة الربيعية وكانت آنذاك روضة غير معمورة فوجدوها صالحة وعزموا على عمارتها إلا أنهم وجدوا أنها أضيق من أن تتحملهم وجيرانهم الذين إفترضوا أنهم سينضمون إليهم في المستقبل فتركوها متجهين جنوباً منها فلما وصلوا إلى شمال الشماسية في المكان الذي يسمى الآن بالملاح نزلوا فيه وكان فيه أشجار ملتفة من الطلح والسدر وفيه صيد من الظباء وهو موقع حصين لأنه يحد من جهة الشرق بجبال ومن الغرب بكثبان رملية ، وأرسلوا رواداً منهم إلى جهة الجنوب علهم يجدون أنسب منه فذهبوا مع البطين ثم عادوا إلى قومهم مخبرين بأنهم لم يجدوا أحسن من المكان الذي نزلوا فيه ، ولما رأى جماعتهم من أهل الشماس ذلك المكان وافقوهم على رأيهم فأول ما عملوه أن حفروا آباراً إختبروا ماءها فوجدوه كافياً فاستقروا فيه وبنوا أول بناء في الشماسية وهو (الخربة).